ياقلبــــــــــــــــــــــــى لا تحـــــــــــزن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ياقلبــــــــــــــــــــــــى لا تحـــــــــــزن

وماعجبى موت المحبين فى الهوى...........ولكن بقاء العاشقين أعجب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المشكلات التى تواجه اللغة العربية الفصحى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
GEMY
Admin
GEMY


عدد المساهمات : 112
تاريخ التسجيل : 23/10/2012
العمر : 30

المشكلات التى تواجه اللغة العربية الفصحى Empty
مُساهمةموضوع: المشكلات التى تواجه اللغة العربية الفصحى   المشكلات التى تواجه اللغة العربية الفصحى Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 27, 2012 2:52 pm

[justify]
اللغة العربية لغة الدين والدنيا

هناك حقيقة لغوية يؤيدها الواقع ويؤكدها التاريخ، وهي ارتباط اللغة –أي لغة- بحضارة أصحابها: اللغة والحضارة يتناسبان تناسباً طردياً؛ هذا يعني ببساطة أن اللغة ظاهرة اجتماعية تعيش مع الإنسان جنباً إلى جنب، تضعف بضعفه، وتنمو وتزدهر بنموه وازدهاره.

ولغتنا العربية تعد مثلاً لهذا في عصورها المختلفة، فقد كانت لغة بسيطة في بداية أمرها عندما كان المجتمع العربي نفسه لا يملك من مقومات الحضارة إلا الشيء القليل، حتى جاء الإسلام اتسعت هذه اللغة واحتوت كل العلوم والمضامين التي جاء الإسلام بها.

ميزة اللغة العربية الفريدة:

وللغة العربية ميزة فريدة هي: شرف نزول القرآن الكريم بها على الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم -، أفصح العرب قاطبة، فحفظها وحفظته.

هذا التشريف هو ما أنزلها منزلة سامية لدى كل من ارتضى الإسلام ديناً. ووصلت بطريقة أو بأخرى إلى باكستان، وأفغانستان، وبعض مقاطعات الاتحاد السوفييتي، والهند وماليزيا. كما استقرت في مناطق أخرى في أفريقيا وأوروبا، وفي العصور الحديثة أتيح للغة العربية أن تحتك باللغات الأوروبية، فتأثرت وأثرت بهذه اللغات عن طريق الترجمة، والبعثات، والمبادلات المختلفة.

لقد وعى العرب والمسلمون أهمية لغتهم، وارتباطها بالقرآن الكريم، فبادروا بدراستها، والحفاظ عليها، فما أن رأوا شيوع اللحن نتيجة لاختلاط الناطقين بها بغيرهم من العجم في البلدان المفتوحة، حتى سارعوا بضبط المصحف كما فعل أبو الأسود الدؤلي، ووضع علم النحو، وتقعيد القواعد بطريق الرواية والمشافهة عن الأعراب الخلّص، فلم يقبلوا من فسد لسانه للأخذ عنه، لمجاورته العجم أو اتصاله بهم من القبائل. أقول: إن الدافع الديني كان من الأسباب – إن لم يكن السبب الوحيد - التي حدت بالعرب إلى قيامهم بعملهم هذا، وإن الحرص على الفصحى لغة القرآن الكريم هو الذي جعل العرب والمسلمين يقفون صفاً واحداً ينافحون عنها ويبعدون عنها كل شائبة. ولذات السبب أيضاً رأينا اللغويين في عصور الازدهار الإسلامي يؤلفون المؤلفات، ويخطون الرسائل في خدمة العربية، فها هو أبو منصور الثعالبي النيسابوري يقول في مقدمة كتابه فقه اللغة وسر العربية: (من أحب الله - تعالى - أحب رسوله محمداً - صلى الله عليه وسلم -، ومن أحب الرسول العربي أحب العرب، ومن أحب العرب أحب العربية التي بها نزل أفضل الكتب، على أفضل العجم والعرب، ومن أحب العربية عُني بها، وثابر عليها، وصرف همته إليها، ومن هداه الله للإسلام، وشرح صدره للإيمان، وآتاه حسن سريرة فيه، اعتقد أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - خير الرسل، والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة، والإقبال على تفهمها من الديانة، إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين، وسبب إصلاح المعايش والمعاد. ثم هي لإحراز الفضائل، والاحتواء على المروءة وسائر أنواع المناقب، كالينبوع للماء، والزند للنار..).

قوة اللغة بقوة أصحابها:

لقد كانت اللغة العربية قوية أيام قوة أصحابها، ورهبة الأعداء من المساس بالمسلمين بأي أذى، أما عندما تفككت الوحدة، وفتّ من عضد الدولة الإسلامية، تآمرت الدول الحاقدة عليها، وبدأت تنهش جسدها المنهوك. حدث هذا زمن الحملات الصليبية، وكذلك ما عانته الأقطار الإسلامية على يد الاستعمار الحديث. لقد جثم هذا الاستعمار طويلاً على صدر المسلمين، وكان يهدف –من بين أهدافه الخبيثة- طمس اللسان العربي، وبذلك يحول بين المسلمين ودينهم المدون بهذا اللسان. برز هذا بصورة واضحة في أقطار المغرب، وخاصة في الجزائر حيث سعى الاستعمار الفرنسي إلى فرض لغته مكان العربية، وعمل جاهداً على إحياء اللهجات المحلية لتحل محل العربية الفصحى.

وقد أوكل الاستعمار الإنجليزي لبعض أعوانه هذه المهمة في مصر، فكانت دعوة وليم ويلكوكس لاتخاذ العامية لغة للتأليف والتعليم، ولكونه مهندساً للري، فقد حاول هذا العميل تغليف دعوته تلك بثوب علمي. وقد أثار هذا الموضوع في محاضرة ألقاها في نادي الأزبكية سنة 1893م حيث كان السؤالُ: لِمَ لمْ توجد قوة الاختراع لدى المصريين إلى الآن؟ مدارَ تلك المحاضرة. وقد عزا ويلكوكس عدم وجود هذه القوة إلى العربية الفصحى! وتبع ويلكوكس هذا قاضٍ إنجليزي آخر هو سيلدون ولمور الذي نشر كتاباً عام 1901م أسماه العربية المحكية في مصر. وكان د. ولهلم سبيتا قد ألف كتاباً مماثلاً. وأيا كانت وسائل هؤلاء، فقد كان الهدف الذي يسعون إليه واحداً، وهو سلخ المسلمين عن دينهم وتراثهم المشرق. وللأسف فقد جاء من بعد هؤلاء المستعمرين المبشرين، بعضُ العرب في مصر والمغرب ولبنان، ممن يعدون أذيالاً للاستعمار، أو ممن خدعوا بهذه الدعوات المضللة. ثم اتخذ الهجوم على اللغة العربية الفصحى شكلاً آخر تمثل في الدعوة إلى نبذ الحروف العربية، واستبدال الحروف اللاتينية بها، كما فعل كمال أتاتورك عندما ألغى الخلافة سنة 1924م. وكان من دعاته د. دواد الحلبي الموصلي، وعبد العزيز فهمي، وغيرهما. وقد قوبلت هذه الدعوات وأمثالها بالاستنكار الشديد من كل الغيورين على هذه اللغة، فذهبت أدراج الرياح، ولم تصغ إليها سوى آذان حاقدة لا تأثير لها.

يتضح من هذا العرض السريع لمحاربة اللغة العربية، أن الأهداف التي سعى الاستعمار لتحقيقها كانت دينية في المقام الأول، وكذلك عزل العرب وتفرقتهم كل في بيئته، ومن هنا نفهم استيقاظ الدعوات الإقليمية المنتنة –بوصف الرسول صلى الله عليه وسلم- من فرعونية، وآشورية، وبربرية، وفينقية.

والآن نتساءل: هل لغتنا في أزمة؟ ولنترك الجواب للواقع اللغوي يترجم الحال.

تبرز على الساحة اللغوية عندنا ثلاثة مستويات أو أنماط: فصحى التراث، وفصحى العصر، ثم تأتي اللهجات العامية –على اختلاف مستوياتها واستعمالاتها- قاسماً مشتركاً بين هذه المستويين. وبدايةً نؤكد أن العامية تستعمل لغة للتخاطب اليومي في البيت أو في الشارع، للإعراب عن الحاجات الملحة للإنسان، وهي بهذا الوضع كانت موجودة في القديم، ولا ضرر من هذا الوجود الطبيعي لها.

فصحى التراث وفصحى العصر:

أما ما درج الباحثون على تسميته بفصحى التراث، فالمقصود بها اللغة العربية التي احتفظت بخصائصها النطقية والتركيبية.. بحيث لم يدخلها –في مجملها- ما دخل العربية المعاصرة من ألفاظ وتراكيب وأساليب حديثة. والملاحظ على فصحى التراث أن استعمالها أصبح الآن قاصراً على الموضوعات الدينية والتاريخية، فلا نقرأها إلا في كتب التراث القديمة، وفي الموضوعات الدينية، ولا تسمعها إلا من خطباء المساجد، وعلماء الفقه، وذوي الثقافة التقليدية. وأما ما يسمى بفصحى العصر، فتمثله وسائل الإعلام على اختلافها. وهي لغة التأليف العلمي والأدبي في معظم كتابات كتّاب هذا العصر. وهي اللغة المسموعة من ألسنة المذيعين والصحفيين. وتمتاز هذه اللغة بتحررها مما في فصحى التراث، فإذا سمعنا قارئي الأخبار، سمعنا تسكيناً لأواخر الكلمات، ونطقاً مخالفاً في بعض الأصوات، وضياعاً لقواعد نظام العدد، وأسماء الأعلام، ثم تراكيب وألفاظاً ذات مسحة أجنبية بفعل الترجمة.

والملاحظ أن هذين المستويين من اللغة – فصحى التراث وفصحى العصر - لا يفصل بينهما فاصل، أي أن إحداهما في أقصى اليمين، والأخرى في أقصى الشمال، ولعل مشكلة ضعف تلاميذنا وطلابنا تكمن في هذا الفصل الحاد. فالطالب يقرأ لغة مغايرة للغة كتب التراث القديمة، مما يولد لديه صعوبة في فهم ما في هذه الكتب وبالتالي كراهية لها، ونفوراً منها. ولعل ما يزيد المشكلة تعقيداً هو عدم التزام جل المدرسين والمثقفين باللغة الفصحى، سواء في المدرسة، أو في الجامعة، أو من خلال وسائل الاتصالات المختلفة، فلا نسمع إلا "دردشات" بالعامية بين مثقفينا، وإن حضرت مناقشة لرسالة للماجستير أو الدكتوراه في جامعاتنا فاللغة في المناقشة هي العامية! حتى لو كان موضوها في النحو العربي! ونتيجة هذا كله ضعف لدى الطلاب في لغتهم، وشكوى من صعوبتها، وبالتالي تحولهم عن دراستها.

ونحن لا ننكر التطور الطبيعي للغات، فهذا دليل حيويتها ومرونتها، ولكن التطور لا يعني هذا التسيّب في ضياع الهوية للغتنا، ولا جنوحاً إلى التقليد الأعمى للأجنبي، لا لشيء سوى الولع بتقليد الغالب.

إن لغتنا التي وسعت ألفاظ حضارات كثيرة لقادرةٌ على استيعاب كل جديد. وهي التي حملت الدين الإسلامي طيلة أربعة عشر قرناً، سوف تبقى قادرة على إعانة المسلمين على فهم دينهم، وتبصرتهم به.

ولا يتأتى هذا إلا بدراستها على مستوييها قديماً وحديثاً دراسة شاملة من أبنائها المخلصين، ثم رصد هذه الدراسة، واستخلاص النتائج، لتذليل الصعاب، وبيان المشكل، من أجل التقريب بين المستويين تقريباً يمكن أي دارس من فهم القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، وتراثنا المشرق، وفي ذات الوقت يستوعب الحضارة الحديثة بعلومها وآدابها.




المشكلات التى تواجه العربية


1_ضعف معلمى اللغة العربية


يتساءل الكثيرون منا عن ظاهرة الضعف العام للطلاب في مواد اللغة العربية كالإملاء أو القواعد (النحو والصرف) أو الإنشاء (التعبير) أو المطالعة (القراءة) أو المحفوظات (الأناشيد) أو البلاغة.. إلخ.

وإذا كانت تلك الظاهرة في الطلاب محزنة وتحتاج إلى دراسة مستفيضة، وبالتالي إلى علاج فعال فكيف بها وقد انتشرت بين معلمي اللغة العربية أنفسهم؟ وأقصد بعض معلمي اللغة العربية وليس كلهم، فلكل قاعدة شواذ كما يُقال ولكنها الحقيقة التي انطلقت كالرصاصة وأثيرت خلال جلسات اللقاء السنوي السادس لمديري التعليم في السعودية والمنعقد بمدينة أبها خلال الفترة من 18/12 إلى 22/12/1418هـ، وكان أحد اللقاءات التربوية قد أشار إلى الضعف العام لمعلمي اللغة العربية، ولا شك أن ذلك الحكم قد صدر بعد دراسة ميدانية شارك فيها خبراء وأساتذة لهم باع طويل في مجال التربية والتعليم، وتحتاج تلك الظاهرة إلى وقفة قصيرة لمعرفة أسبابها فقد تكون في المعلم نفسه من حيث إعداده ومؤهلاته ونفسيته، وقد تكون في الإدارة التعليمية بداية من إدارة المدرسة، وقد تكون في الطالب نفسه من حيث ميوله وتقبله أو نظرته لمواد اللغة العربية ومعلميها.. إلخ. لا شك أن هناك أسباباً في حدوث تلك الظاهرة وسوف أحاول التعرض لبعضها محاولاً في الوقت نفسه علاجها حسب رؤيتي المتواضعة، فأقول وبالله التوفيق إن الأسباب يمكن إجمالها في الآتي:

أولاً: ضعف الأساس العلمي لبعض معلمي اللغة العربية:

فبعض معلمي اللغة العربية أساسهم العلمي ضعيف في مواد اللغة العربية في المراحل ما قبل الجامعية، وقد لاحظنا أن هناك أعداداً كبيرة من معلمي اللغة العربية دراستهم الثانوية كانت عملية، أي أنهم درسوا وتخرجوا في القسم العلمي ونعلم أن ذلك القسم يُركز على دراسة العلوم الطبيعية بعكس مواد اللغة العربية فهي قليلة في ذلك القسم ومخففة في الوقت نفسه مقارنة بالقسم الأدبي أو الشرعي.

وعندما تسأل أحد أولئك المعلمين عن سبب التحاقه بقسم اللغة العربية في المرحلة الجامعية بالرغم من تخصصه العلمي في المرحلة الثانوية، فإنه يجيبك بكل بساطة بأن السبب يكمن في تقديره المتواضع في المرحلة الثانوية، وكان قسم اللغة العربية هو الأنسب في نظره ويحقق له في الوقت نفسه الوظيفة المضمونة، وذلك للحاجة القائمة إلى ذلك التخصص الآن وغداً، وليته تخرج بتقدير مرتفع في المرحلة الجامعية ينمُّ عن تميزه، ولكنه للأسف كالمرحلة الثانوية إن لم يكن أكثر سوءاً منها، علاوة على عدد السنين التي تجاوزت الخمس في تلك المرحلة.

ثانياً: إسناد تدريس مواد اللغة العربية إلى غير المتخصصين وخصوصاً في المرحلة الابتدائية:

وقديماً قالوا «أعط الخبز لخبازه ولو ىأكل نصفه»، فقد يُدرس القواعد مثلاً معلم الرياضيات أو الأحياء.. إلخ، ويتضح بعد ذلك ضعف الطلاب في تلك المادة كنتيجة طبيعية لضعف معلمهم.

ثالثاً: عدم الدقة في اختيار الطلاب المتقدمين لأقسام اللغة العربية في جامعاتنا وكلياتنا:

فمن المعلوم أن تلك الأقسام تحدد نسباً معينة كشرط أساسي للقبول فيها، وقد تجري مقابلات شخصية للمتقدمين، ولكنها وللأسف روتينية ليس فيها تدقيق لمدى قوة الطالب في مواد اللغة العربية، وحري بالمسؤولين في أقسام اللغة العربية في تلك الكليات والجامعات أن يضعوا اختبارات تحريرية للطلاب المتقدمين لتلك الأقسام يتم من خلالها معرفة مستواهم في مواد الإملاء والقواعد والتعبير.. إلخ، ومن ثم تعقبها اختبارات شفوية، الهدف منها معرفة مدى سلامة الحواس وكذا سلامة مخارج الحروف وكيفية النطق ومدى قدرة الطالب على التعبير والإنشاء، بالإضافة إلى ثقافته العامة. وعليهم أيضاً أن يوجهوا طلاب الأقسام العلمية في المرحلة الثانوية إلى ضرورة إكمال دراستهم في مجال تخصصهم وليس شرطاً في الجامعات، فهناك كليات التقنية والكليات الصحية.. إلخ، إلا من أثبت منهم جدارة حقيقية في الاختبارات التحريرية والشفوية كما أسلفنا.

رابعاً: فتح باب التدريس على مصراعيه لكل من تخرج في أقسام اللغة العربية دون تمحيص لمدى صلاحيته للتدريس:

قد يتخرج الطالب بتقدير ضعيف مثلاً، ومثل هذا الطالب محكوم عليه بالضعف في تدريسه وقد استثني البعض فلكل قاعدة شواذ، أو يكون غير مهيأ نفسياً أو بدنياً لتلك المهنة... إلخ.

خامساً: افتقاد معلم اللغة العربية في مدارسنا للحافز المعنوي الذي يميزه عن زملائه، معلمي المواد الأخرى:

وأعتقد أن هذا السبب قد أثر على نفسية معلم اللغة العربية، وبالتالي انعكس على مستوى ما يقدمه لطلابه، وأقصد أن معلم اللغة العربية عليه حمل ثقيل لتعدد مواده،وكذا حاجة تلك المواد إلى الدقة المتناهية عند التصحيح لكل كلمة حتى النقط والفواصل، خذ مثلاً مادة التعبير أو الإنشاء التي قد يظنها البعض بجانب المطالعة متنفساً لمعلم اللغة العربية، ولكنها ليست كذلك، ففي تلك المادة وأعني التعبير عليه أن يراعي سلامة الإملاء وكذا الناحية النحوية والصرفية لكل كلمة وكل حرف وفي كل دفتر، فما بالك وعدد الطلاب يزيد على ثلاثين طالباً في الفصل الواحد، بالإضافة إلى تعدد الفصول والمواد، وهذا المجهود الضخم يضعف البصر ويوهن العظم، فمثل هذا المعلم لابد أن يُحفّز معنوياً إما بتخفيض نصابه من الحصص الأسبوعية وإما بإعفائه من الأعباء الأخرى كالريادة والإشراف.. إلخ، أو حتى يُحفّز مادياً بزيادة في العلاوة السنوية أو بمكافأة مالية مقطوعة سنوياً، وأجزم حينها أن وضعه سوف يختلف وتكون النتيجة مرضية بإذن الله تعالى، وصدق الشاعر حين قال:

إن المعلم والطبيب كلاهما *** لا ينصحان إذا هما لم يكرما

سادساً: عدم كفاية الدورات التنشيطية السريعة التي تُعقد في أثناء العام الدراسي لبعض معلمي اللغة العربية:

وتلك الدورات تندرج تحت مسمى (التدريب على رأس العمل) وأعتقد أن فكرتها جيدة ولكنها غير شاملة لجميع معلمي اللغة العربية وفي الوقت نفسه مدتها قصيرة قد لا تتعدى ثلاثة أيام، بل إن بعضها لساعة أو لساعتين فقط، وبالتالي لا يمكن أن تؤدي الغرض المطلوب، وأرى تمديدها لتصبح شهراً مثلاً، وفي نهايتها يوضع اختبار تحريري شامل لكل موضوعات الدورة، وأيضاً يستفيد منها المعلم بعلاوة مثلاً أو بمكافأة مالية مقطوعة مع شهادة معتمدة.. إلخ.

سابعاً: تحميل معلم اللغة العربية أعباء أخرى إضافية:

فقد يحدث أن مدير المدرسة يُسند إليه النشاط الأدبي أو الإذاعة الصباحية أو الإشراف اليومي أو الريادة.. إلخ، وهذه أعباء إضافية تُثقل كاهل معلم اللغة العربية وتؤثر سلباً على مستواه وما يقدمه لطلابه، فجدوله الدراسي محمل بأربع وعشرين حصة يتبعها تصحيح ورصد درجات ومتابعة للطلاب... إلخ



الهجمة على اللغة العربية


نبَّه المستعمر الصَّليبي بعد طرده من ديار الإسلام - بل وبعد نقل المعركة إلى عقر داره في أوروبا - إلى أهمية الدين الإسلامي، وأثرهِ في بقاء المسلمين أقوياء، فبدؤوا في غزوٍ فكري يحاول هدم أُسسِ الإسلام في نفوسِ المسلمين، وشنوا حملات مختلفة في جميع الميادين، فشكَّكوا في المسلَّمات الدينيّة، ونبشوا آثار الأمم الكافرة التي أزال الله بالإسلام دولهم وحضاراتهم، وشوهوا تاريخ الإسلام وسِيَر قدواته، وكانت الهجمة مركزةً على لغة الإسلام، ولغة رسول الإسلام - صلى الله عليه وسلم -؛ لقطع حبال الاتصال بين حاضر المسلمين وماضيهم، ولجعل القرآن الكريم غريباً على آذانهم، وكذلك سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وتراث المسلمين المتنوع، فجردوا اللغة العربية من رداءِ القدسية، وحاولوا فصل اللغة العربية عن الإسلام.

يقول طه حسين: "إن اللغة العربية ليست ملكاً لرجال الدين يُؤْمَنون وحدهم عليها، ويقومون وحدهم دونها، ولكنها ملكٌ للذين يتكلمونها جميعاً، وكلُّ فردٍ من هؤلاء الناس حرٌّ في أن يتصرف في هذه اللغة تصرف المالك..."(1).

وإذا فقدت اللغة العربية هذا الرداء المقدس، وفقدت أهميتها الدينيّة سارت إلى ما سارت إليه اللغات البائدة.

وقد غفل من حارب اللغة العربية عن حياطة الله - عز وجل - لها بالقرآن الكريم! واتخذ الهجوم على اللغة العربية لتدميرها عدة محاور هي:

الدعوة إلى العامية: نرى أوروبا مقسمة إلى دول كثيرة لا تزيد مساحة أكبرها عن نصف مليون كم2، لكل بلدٍ لغته وتاريخه، وكذلك كادوا للمسلمين فطُبق التقسيم السياسي، وحاولوا حتى الآن تطبيق التقسيم اللغوي والتاريخي، فروَّجوا هذه الدعوة لينعزل كل جزءٍ من العرب في محيطهم بلغتهم العامية، وتاريخهم الوثني القديم، وليصبحوا أُمماً شتى.

كان المعجَبُ بالغرب رفاعةُ رافع الطَّهْطَاوي الذي أُرسل إماماً لأول بعثةٍ علميّةٍ إلى الغرب أولَ من دعا إلى استعمال العامية وتدوين قواعد لها.

قال في كتاب أصدره عام 1868م أسماه(2): (أنوارُ توفيق الجليل من أخبار توثيق بني إسماعيل): إنَّ اللغة المتداوَلة المُسمَّاة باللغة الدارجة التي يقع بها التفاهمُ في المعاملات السائرة لا مانع أن يكون لها قواعد قريبة المأخذ، وتصنف بها كتب المنافع العمومية، والمصالح البلدية.. ا هـ.

ثم خرج علينا مندسٌّ من المستشرقين عاش في مصر مديراً لدار الكتب المصرية اسمه: (ولهلم سبيتا) بكتاب أسماه: (قواعد اللغة العامية في مصر) عام 1888م، وذكر أنه قد جازف بذلك العمل لحبه لمصر وللمصريين(3).

وأسرع صاحب صحيفة المقتطف فارس نمر فقرَّظ لهذه الدعوة، ودعا إلى تدريس العلوم وكتابتها باللغة التي يتكلم بها الناس(4).

وبعد دخول المستعمر أصبحت المقتطف مداحة له، وأسرع الإنجليز ففرضوا الإنجليزية لغة التعليم، وأصبحت لغة رسمية، وأغلقوا مدرسة الألسن، ووجهوا جميع البعثات إلى بلادهم فقط.

وذرَّ قرنُ (كارل فولرس) فكتب كتاباً اسماهُ: (اللهجة العامية في مصر)، وكان لـ(ولكوكس) رأي مشابه بل وصفيق؛ فقد قال في محاضرةٍ له: إن ما يعيق المصريين عن الاختراع هو كتابتهم بالفصحى، وما أوقفني هذا الموقف إلا حُبي لخدمةِ الإنسانية، ورغبتي في انتشار المعارف. وأعلن في آخر المحاضرة عن مسابقة للخطابة بالعامية، ومن تكون خطبته جيدة ناجحةً فله أربع جنيهات، كان ذلك عام 1893.

ومن العجب أن (ولكوكس) هذا كان يصدرُ مجلة اسمها: (الأزهر)، وكان يدعو إلى العامية من خلالها(5).

وخرج نفر كثيرٌ من هؤلاء يدعون إلى كل ما فيه هدم لأسس الإسلام في نفوس المسلمين، وكان منهم: (سلدان ولمور) الذي كتب عام 1901م كتاب: (العربية المحلية في مصر)، قال فيه: ومن الحكمة أن ندع جانباً كل حكم خاطئ وُجِّه إلى العامية، وأن نقبلها على أنها اللغة الوحيدة للبلاد(6)، وأسرع فارس نمر صاحب المقتطف يقرِّظ لهذا الكتاب.

ووضع (ولمور) كتاباً آخر عام 1910م سمَّاه: (لغة القاهرة)، وجاء مضمونه كسابقه.

لم يكن هذا الوباء في مصر وحدها؛ فهذا (إسكندر معلوف) (7) اللبناني أنفق وقته في ضبط أحوال العامية، وتقييد شواردها لاستخدامها في كتابة العلوم؛ لأنَّه وجد أسباب التخلف في التَّمسك بالفصحى، ونحا ابنه عيسى نحوهُ فيقول: إنَّ اختلاف لغة الحديث عن لغة الكتابة هو أهمُّ أسباب تخلفنا رغم أنَّهُ من الممكن اتخاذُ أيِّ لهجةٍ عاميةٍ لغةً للكتابة؛ لأنها ستكون أسهل على المتكلمين بالعربية كافة، ولي أملٌ بأن أرى الجرائد العربية وقد غيّرت لغتها، وهذا أعدُّهُ أعظم خطوةٍ نحو النجاح، وهو غاية أملي(Cool.

ومن العجب أنَّ من يدعو إلى العامية عضو في مجمع اللغة العربية؛ فأيُّ خير يُرجى من هذا المجمع وهذا من أعضائه؟

ونعود إلى مصر فنجد (سلامة موسى) (9) يقول في كتابه: (البلاغة العصرية): "إنها تبعثر وطنيتنا - يقصد بذلك الفصحى -، وتجعلها شائعةً في القوميَّة العربية".

ويقول عن أستاذه أحمد لطفي السيد مفسد الجيل: وقام على أثره مُنشئ الوطنية المصرية الحديثة، فأشار باستعمال اللغة العامية، وبيّن أنَّ ما يشغل بال (ولكوكس) بل ويقلقه هذه اللغة التي نكتبها ولا نتكلمها.

وأحمد لطفي السيد هذا تولى رئاسة مجمع اللغة العربية؛ فأيُّ مجمع هذا؟

وينعق الشاعر العراقي الهالك جميل صدفي الزهاوي فيقول(10): فتَّشْتُ طويلاً عن انحطاط المسلمين فلم أجد غير سببين أولهما: الحجاب الذي عدَّدتُ في مقالي الأول مضاره، والثاني: هو كون المسلمين - ولا سيما العرب منهم - يكتبون بلغةٍ غير التي يحكونها.

ونعود إلى مصر فإذا بـ (لويس عوض)(11) الصليبي الشيوعي يدعو إلى العامية، ويصنف كتاباً يهديه إلى (كريستوفر سكيف) الجاسوس الإنجليزي، ويكتب ديوانه (بلوتو لاند) عام 1947م الذي دعا فيه إلى كسر رقبة البلاغة العربية، وإلى الكتابة بالعامية(12).

وكان للمغرب العربي نصيب من هذه الدعوة؛ فقد أصبحت اللغة العربية لغة ثانية بعد الفرنسية لغة المستعمر، وجاء في تقرير أعدته لجنة العمل المغربية الفرنسية: إنَّ أول واجبٍ في هذه السبيل هو التقليل من أهمية اللغة العربية، وصرف الناس عنها بإحياء اللهجات المحلية واللغات العامية في شمال إفريقيا (13).

وقد وضع علماء الاستعمار من المستشرقين كتباً في قواعد اللهجات الأمازيغية لتزاحم العربية، يقول (شحادة الخوري): شعر المستعمر باستحالة اقتلاع اللغة العربية من أرض الجزائر، وغرس اللغة الفرنسية مكانها، فلجؤوا إلى وسيلةٍ مُساعدةٍ أخرى وهي الإيحاء لأكبر عددٍ من أبناء الجزائر بأن اللغة العربية ليست لغة أصليَّة في الجزائر، وإنما اللغة الأصلية لسكان الجزائر هي اللغة البَرْبريَّة لغة الأمازيغ، وقد تطوع الفرنسيون لوضع أبجدية لها كيما يمكن كتابتها(14).

ونعود إلى الشام ولبنان خاصة؛ فـ (مارون غصن) أصدر كتاباً قال فيه(15): إنَّ كل لغةٍ سائرةٌ إلى الفناء؛ لأن الشعب كله متعلقٌ كل التعلق بلغة آبائه وأجداده، وما هذه اللغة إلا العامية، وأتبع ذلك بإصدار كتاب بالعامية عنوانه: (في متلوها لكتاب) عام 1930م، ويتمنى (مارون غصن) أن يرى عاملاً عسكرياً سياسياً يفرض اللغة العامِّية(16).

وقد تزامن مع هذه الدعوة إصدار جرائد ومجلات وكتب باللهجات العامية، فقد صدرت سبع عشرة جريدة ومجلة عامية بحلول عام 1900م(17)، كما تحول المسرح من الفصحى إلى العامية مما دعا المنفلوطي إلى تسميته بـ (الملاعب الهزلية)(18)، كما تسابق المستشرقون على إصدار دراسات عن اللهجات العامية مثل دراسة (نللينو) عن عامية مصر، و (سيانكو فسكي) عن عامية المغرب وتونس، و (إلياس برازين) عن عامية حلب، و (ليوريال) عن عامية الجزائر، وغيرها(19).
الدعوة إلى الكتابة بالحروف اللاتينية: هذه الدعوة مرتبطةٌ بالدعوة السابقة؛ حيث أخذ الهجوم على الفصحى(20) بالتدرج وتوحيد الجهود، وقد بدأ بذلك (سلدان ولمور) في كتابه: (العربية المحلية(21) المصرية)، وهدَّد بأن العرب إن لم يفعلوا ذلك فإن لغة الحديث والكتابة ستنقرض، وستحل محلها لغة أجنبية.

ويخرج علينا عضو في مجمع اللغة العربية ليكمل جوقة المحاربين للغة القرآن من مجمعها، وكان الأوْلى أن يُسمَّى: (مجمع محاربة اللغة العربية)، هذا العضو هو (عبد العزيز فهمي)(22)؛ فقد دعا عام 1913م لكتابة العربية بالحروف اللاتينية، وأصدر كتاباً يوضح فيه طريقته، جاء فيه بالعجب العجاب؛ فقد جمعَ نماذجَ للكتابة، أُرسلت له ممن هب ودب، يكتبها ويكتب تحتها ترجمتها بالحروف العربية، ويقول ناشر الكتاب: "ونجحت التجربة في تركيا، وهم يقرؤون اللغة التركية بالحروف، وقرأت أنه رجع عن دعوته تلك(24).

ويستلم منه الراية (سلامة موسى) القبطي(25) ليتبرأ من آثار العرب تاريخياً ولغوياً، ويدعو إلى ما دعا إليه المارقون قبله بشدةٍ وحماسةٍ.

وطبق بعض المارقين ذلك النهج، فولدت محاولاتهم ميّتةً مثل: (رفائيل نخلة اليَسُوعيّ) في كتاب أسماه: (قواعد اللهجة اللبنانية والسورية) مكتوب بالحروف اللاتينية، وطبعته المطبعة اليسوعيّة.

وأما (أنيس فريحة الخوري) فلا يرضى بأن تكون العامية اللغة المعتمدة بل يدعو إلى كتابتها بالحروف اللاتينية لتكون لغة رسمية للعرب(26)؛ لأن الحرف العربي لا يصلح لتدوين اللهجة العامية، ويقبلُ اقتراح عبد العزيز فهمي؛ لأنَّهُ يَضْبطُ لفظة اللغة مرةً واحدة لجميع الناس.

والمُتسمِّي بـ(أدونيس) طبق ما يريد أستاذه (أنيس فريحة) فأصدر في عام 1961م ديواناً اسماه "ياره" كتب بالحروف اللاتينية(27).

أما (انستاس الكرملي) الذي يُسميه الجهال: "الأب" فقد كان ماكراً في دعوته؛ حيث ابتدع طريقة للكتابة تحوي في تضاعيفها حروفاً لاتينية(28)، وذلك في مجلته: "لغة العرب"، وكان يهاجم الداعين إلى استبدال الحرف العربي بحرف لاتيني، فهو يذرُّ رماداً في العيون لكي لا تراه ولا تنتبه لعمله، ولكنها رأته وأبطلت ما يصبو إليه.

أما مجمع اللغة العربية فقد انشغل ثلاث سنوات يدرس اقتراح كتابة العربية بحروفٍ لاتينيةٍ (29) استجابة لثلةٍ من أعضائه المارقين! ألم أقل: إنه مجمع محاربة اللغة العربية؟!

الدعوة لإصلاح اللغة العربية: لو كانت تلك الدعوات قُصد منها إصلاحٌ وإيضاح كما فعل المتقدمون منهم وكثيرٌ من المحدثين لكان ذلك صواباً، ولكنَّ النيَّة السيئةَ هي مطيَّةُ القوم، ولكي يَصِلُوا إلى مرادهم وصموا العربية بالجمود والتعقيد والصعوبة، وكل من ذكرنا سابقاً وكثير من مثلهم قالوا ذلك.

وكانت تلك الدعوات غطاءاً للهدم؛ فمنهم من دعا إلى إلغاء الإعراب مثل (قاسم أمين) عام 1912(30)؛ حيث دعا إلى تسكين أواخر الكلمات عوضاً عن الإعراب، قال (سلامة موسى)(31): والتأفف من اللغة الفصحى التي نكتب بها ليس حديثاً؛ إذ يرجع إلى ما قبل ثلاثين عاماً حين نعى (قاسم أمين) على اللغة العربية صعوبتها، وقال كلمته المشهورة: إن الأوروبي يقرأ لكي يفهم، ونحن نفهم لكي نقرأ، فانظر إلى ترابط الهدم؛ إذ يتحدث عن إفساد المرأة ثم يدعو إلى إفساد العربية.

ولمثل دعوته في ترك الإعراب دعا (عبد العزيز فهمي)(32) وتبعهما كثيرون مثل: (يوسف الخال)(33) الذي دعا إلى تحطيم بنيان اللغة، والتخلص من العبء الثقيل وهو الإعراب، وكثيرون سواه دعوا إلى ذلك، ومن آخرهم أستاذ بجامعة الملك سعود بكلية الآداب؛ عندما عرفتُ ما يدعو إليه في إلغاء الإعراب(34) تذكرت ما كان يقوله لنا ونحن طلبة عنده من أنَّ عيبه عدم استطاعته إيصال ما يريد لطلابه لضعف لغته، وكانت لغته ضعيفة، ولسانه مطبوعاً على العامية لا يستطيع الفكاك منها.

ومنهم من دعا إلى إصلاح قواعد الكتابة مثل: (أحمد لطفي السيد)(35) الذي يقول: إن سبب تراجع الأمة العربية تمسكها بالتشديد والتنوين، ثم دعا إلى قواعدَ جديدةٍ ابتكرها مزهواً بذلك كأنه أبو الأسود أو الخليل - رحمهما الله - .

كما كان لـ (أنستاس الكرملي) رأي ماكر في إصلاح الكتابة العربية دسَّ فيه حروفاً لاتينية أوضحناه آنفاً.

أما (أنيس فريحة) فقد أصدر عام 1966م كتاباً أسماه: (في اللغة العربية وبعض مشكلاتها)(36) أهداه إلى كل معلِّم يدرّسُ العربية، رونقه بحديثٍ في أوله عن مزايا العربية، ثم رنَّقهُ(37) بوصم العربية بالعجز عن اللحاق بالعلوم والفنون، وجعل هجاءها من مشاكلها، ودعا إلى تيسير ذلك، وأخذ يحيي اقتراحاتٍ بائدةً لإصلاح ذلك.

كما تأفف من مشكلات القواعد النحوية، واشتكى من الصرف، ودعا في ثناياه إلى العامية! فماذا أبقى فريحة الخوري؟ وزعم (مارون غصن) وهو ممن يُدعون بـ (الأبّ) أنَّ اللغة العربية ضعيفة في كل شيءٍ؛ ولذلك هبَّ مسارعاً لتسهيل هذه اللغة، فوضع كتاباً اسماه: (نحو عربية ميسرة)(38) عام 1955م، وكتب مقالاً عنوانه: (هذا الصرف وهذا النحو أمَا لهذا الليل من آخر؟)، سخر فيه من قواعد العربية، ودعا إلى تركها(39).

أما صاحب فجر الإسلام (أحمد أمين) فقد دعا إلى إصلاحٍ في متن العربية(40)، وانطلقت دعوته تلك من منبر مجمع اللغة العربية؛ فهو أحد أعضائه.

وكل من تحدث عن الإصلاح يلوك مقولة ملْكية الجميع للغة، ويتهمون كل مدافع عنها بأنه ممن يدَّعِي مُلْكَ اللغة؛ كما ذكرنا قول طه حسين آنفاً.

إفساد الذوق السليم: لما عجز المستعمر وعجز ربائبه وأذنابه عن فرض العامية، وكَلّت أقلامُهم في الدعوة إلى الحروف اللاتينية، وماتت تجاربهم في مهدِها، ولم يستطيعوا جرَّ العرب لتحطيم العربية بدعوى الإصلاح، عند ذلك لجؤوا إلى إفساد الذوق السليم لكي يعدمَ العربي ذوقه التي اعتاد عليه في الاستمتاع بما كتب به كتابه الكريم، وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وتراثه الأصيل، وحاضرهُ الزاخر.

فانفتح الباب على كل عربي قارئ للآداب بمذاهب لا يعرف منها إلا اسمها، سلخت من بلاد الغرب وزُجَّ بها في ساحة العربية،ِ وطُوِّعت وسائل الإعلام المختلفة لكي تمتلئ بهذه المذاهب التي تهدمُ الدينَ، وتحاربُ العربيةَ، وتُفِسدُ الأخلاق، وترجمت كتب النقد الغربي لكي يُطبَّق على أدبنا.

وأصبح لزاماً على الدارس في كثيرٍ من أقسام العربية في الجامعات أن يدرس هذا الأدب وهذا النقد، ولقد درستُ النقد الأدبي الغربي في المرحلةِ الجامعيةِ، ولكنهم سمَّوه: (النقد الأدبي الحديث).

ودُعم كل ناعق بهذه الخزعبلات، فامتلأت الجرائد والمجلات وأرفف المكتبات بها، وخرج علينا في جميع وسائل الإعلام دعاة الحداثة - وهم شرذمة قليلة -، ودعوا إلى تحطيم الشعر، يقول (لويس عوض)(41): "حطِّمُوا الشعر؛ لقد مات الشعر العربي عام 1933م، مات بموت أحمد شوقي"، فصار الشعرُ طلاسم وأحاجي لا يفهمها حتى كاتبها، لكي يعدم الشاب النماذج التي يحاكيها.

يقول الدكتور (عمر موسى باشا)(42): إنَّ مفهوم الحداثة في الأدب يعني حريَّة الأديب فيما يختص باستخدام اللغة، وأنَّ للأديب الحرية الكاملة في استخدام اللغة العامية المحلية، ونحن نعترض على إطلاق هذه الحرِّية ما دامت تُصدِّع صرح اللغة العربية.

كما شجعت الآداب الشعبية لإفساد الذوق، وحرف الناس عن أدبهم الفصيح، ولكي تسيطر العامية على الناس، يقول الدكتور: (محمد محمد حسين) - رحمه الله - عن هذا الأدب: هو امتداد للدعوة إلى استبدال اللهجات المحلِّية العامِّية مكان اللغة الفصحى"(43)، وأجزم أولاً أنَّ تدوينها والاهتمامَ بها ليتعلَّقَ الناس، ويفسدَ ذوقهم ويعتادوها، ويعدموا النموذج الأصيل.

يقول أنور الجندي(44): حاول الداعون بها أن يَوجِّهوا العنايةَ إلى الجمالِ الفنِّي الذي تمثلهُ الأمثالُ والقصصُ والأغاني التي يتداولها العامة، وقد دوَّنوا ما لم يكن مدوناً، فلما برزت الدعوة إلى العناية بالفنون الشعبية تمسَّح الداعون بهذه الدعوة بين العرب زاعمين أنَّ إهمال هذا اللون من الفنون ترفُّعٌ عن العناية بالطبقاتِ الفقيرةِ الكادحةِ، وما يتصل بها من شؤون.

الخاتمة: بعد أن رصدنا رصداً سريعاً جوانب من هذه الهجمة نستخلص منها:

1 - كانت بدايةُ الهجمة بالمستشرقين تحت ظلال المستعمر، ثم نقلت إلى بني جلدتنا ليكون لما يقولون قبول أكثر.

2 - جُلُّ من هاجم العربية بأي شكل هم من المستشرقين وغير المسلمين مثل: موسى سلامة، ولويس عوض، وعيسى معلوف وابنه إسكندر، ورفائيل نخلة، ومارون غصن، وأنيس فريحة، والكرملي وغيرهم، ومن هاجم العربية من غيرهم فهو من المارقين الذين تحلَّلوا من الإسلام مثل: قاسم أمين، وأحمد لطفي السيد، وطه حسين، وأشباههم.

3 - اتخذ الهجومُ التدرجَ دعوةً إلى العامية ثم الحرف اللاتيني؛ فلما لم ينجحوا في ذلك دَعَوْا إلى إصلاح العربية؛ والقصدُ هو الإفساد؛ فلما سقطت دعوتهم فُتِحَ البابُ لإفساد الذوق السليم، وشُجعت الآداب العامية.

4 - جوبهت تلك الدعوات الهدامة بردود ومعارك كتابية أرجعتها خائبة، كما أعرض العامة عنها ولم يعيروها أذناً صاغية، وكان تطبيقها حِكراً على الناعقين بها.

5 - ساعدت تلك الهجمة في بث الروح والحياة في نفوس أهل العربية، فخرج شعراء كبار مثل: البارودي، وشوقي، وحافظ، والرصافي، وكُتَّاب كبار كالرافعي، والمنفلوطي، وباكثير، وغيرهم.


الحروف اللاتينية لكتابة لغة العرب


بينما يتحدث العقلاء عن ”التنوع البشري الخلاق“، تكثر الجهود الرامية إلى نسف الثقافة العربية. بل تتعاظم الجهود الرامية إلى فرض هيمنة ثقافية لنمط أمريكي متطرف بالغ التطرف.

لا نتحدث هنا عن مؤامرات، بل عن فكر علمي منضبط موثق. ولا نتناول قضية جزئية بل نفهم الأمور في إطارها الحضاري. ولا ننكفئ على ذواتنا بل نناقش الأحداث في إطار إنساني؛ لأن البشرية سوف تخسر خسارة لا تعوض إذا نجحت الخطط الحالية في القضاء على اللغة العربية.

من المحزن المؤسف أن بعضنا يواجه الاتهامات باستراتيجية الإنكار، والإنكار الأبله. فحين يقال إن تعليم اللغة العربية يغذي ما يسمى بالفكر الأصولي، يسارع بعضنا بالإنكار، ويقدم مجانا كل استعداد لتنفيذ كل رغبات المعسكر الآخر وزيادة.

و في عالم ما بعد 11 سبتمبر نشط العمل جديا من أجل ”تجفيف المنابع“ من وجهة نظر الغرب. ورأت الإدارة الأمريكية الحالية وحلفاؤها أن لغة العرب هي أحد مقومات هويتهم. فاستمرت مشروعاتها لتفريغ لغة العرب من قدرتها على تأكيد هذه الهوية. و”كتابة العربية بالحرف اللاتيني“ واحدة من مجموعة خطط غير غوغائية لنسف مقومات العروبة والإسلام وتراثهما. الجديد هو أن تنفيذ هذه الخطط يجري تحت لافتات التطوير والتحديث والتيسير ومواكبة العصر الإلكتروني.

وفي ظل القابلية للاستعمار، وسيادة ثقافة الانصياع، تضخمت قوى العدوان على اللغة العربية، واضمحلت مؤسساتنا التي كان المأمول منها أن تؤازر وتناصر. ومن بين العرب أنفسهم ظهر من يعمل عن عمد أو عن غفلة على تنفيذ مخططات الغرب، ضد العروبة ولغة العرب.

وفكرة رسم العربية بالحرف اللاتيني ترجع إلى أكثر من مائة عام. لكنها كانت تجد على الدوام مقاومة أصيلة من العلماء والمؤسسات الرسمية ونظم الحكم. لكن رعاة المخطط لم ييأسوا، بل كانوا يختارون المكان والزمان المناسب في كل مرة، ليعاودوا التنفيذ مجددا. فاختاروا الوقت الذي منيت في تركيا بالهزائم، حتى كان العام 1928 هو الذي شهد فرض الحرف اللاتيني على اللغة التركية، واستبعاد كل التراث العربي من تركيا. واختاروا وقوع العالم العربي تحت الاستعمار الأوربي وأبرزوا كل الأسلحة لمحاربة اللغة العربية، الجامعة التي بقيت لهم. واختاروا وقت الانكسار العربي سنة 1967 لإشاعة كل ما هو سلبي ضد العربي ولغته. وانتهزوا الظرف العالمي الحاضر لتدمير مجرد الشعور الوجداني بوحدة الأمة الواحدة، ولقهر اعتزاز العربي بلغته القومية.

وتكررت اللعبة العرقية البغيضة، فاستغلت مناطق الأكراد و البربر(الأمازيغ) والنوبة والسودان وغيرها. ورأينا من يبلع الطعم ويكرس حياته من أجل تدوين اللغات هنالك بالحرف اللاتيني. وصحب ذلك حملات كراهية ضد العروبة والإسلام، تغذيها قوى سياسية ومؤسسات مالية وأجهزة إعلامية.

وفي الظرف الدولي الحاضر تتعاظم الجهود الهادفة إلى مسخ الهوية العربية بطرق شتى، منها إجبار العرب على تفتيت لغتهم العربية إلى شراذم لغوية يسمونها ”لهجات“، وإجبارهم على تدوين لغاتهم بالحرف اللاتيني. ذلك كله في إطار يضع العرب في قفص الاتهام؛ بما ينفي عنهم الأهلية، لكي يتولى غيرهم تهذيبهم وإصلاحهم.

توجد حدود فارقة بين ”الاجتهاد“ و”الهذيان“. إنك لا تتقبل في دار الأوبرا أن تستمع إلى ضجيج المخمورين، حتى لو قيل لك إنهم ”مجتهدون“ في الفن الموسيقي؛ لأن الاجتهاد هو محاولة جادة للاقتراب من المثال الأعلى. وتدوين العربية بالحرف اللاتيني من وجهة نظر تربوية يمثل فكرة ساذجة تفتقر إلى الخيال البناء، وينقصها الحد الأدنى من العقلانية. ومن وجهة براجماتية فإن تدوين العربية بالخط اللاتيني فكرة تؤدي إلى إهدار كل الإنجاز البشري المسجل بالحروف العربية. ومن وجهة جمالية فإن استعمال الحروف اللاتينية يقضي بالموت على فنون الخط العربي التي بلغت عبر القرون غاية الكمال الفني. ومن ناحية استراتيجية فإن تدوين العربية بالحروف اللاتينية هو محو للذاكرة العربية؛ مما يجعل العرب في وضع شبيه بنزلاء المصحات النفسية.

أصدرت فرنسا سنة 2000 قرارا حققت به رغبة المستشرق ماسينيون، الذي تمنى في سنة 1929 أن تحل الحروف اللاتينية محل الحروف العربية. والقرار الفرنسي يلزم متعلمي العربية بكتابتها بالحرف اللاتيني. والمحزن إن الاعتراض على القرار الفرنسي الأخير إنما جاء من رجل فرنسي لا من مسئول عربي.

كان ماسينيون مستشارا بوزارة المستعمرات الفرنسية، وكان واعيا جدا بأن إحلال الحرف اللاتيني محل الحرف العربي يؤدي لا محالة إلى تقويض الثقافة العربية. ومن قبل ماسينيون كان على رأس إدارة دار الكتب في مصر شخص يدعى كارل فولرس K.Vollers سولت له نفسه أن يحرم العرب من كنوز دار الكتب وغيرها، فكان يطالب بنبذ الحروف العربية واستعمال الحروف اللاتينية. ومثله المستشرق الإنجليزي سلدون ولمور Seldon Willmore الذي تولى ”القضاء“ بالمحاكم الأهلية بالقاهرة إبان الاحتلال البريطاني لمصر، تولى أيضا مهمة القضاء على الثقافة العربية، من خلال دعوته إلى كتابة العربية بالأحرف اللاتينية.

ولكن يندى جبين المرء خجلا عندما يخبر أولاده بأسماء عربية (ناضلت) من أجل تبديل الحرف العربي، من أمثال عبد العزيز باشا فهمي، وسعيد عقل، وعثمان صبري. ويمتلئ القلب مرارة عندما تتعالى الأصوات مجددا، تعيد الكلام المكرور عن الحرف اللاتيني، الذي أضيف إليه وصف ”الحرف العالمي“!!

ولا أدري لماذا المسلمون من بين شعوب الأرض يراد لهم وحدهم الانسلاخ عن هويتهم. لاحظ كاتب عربي بذكاء أن ”التايلنديين والصينيين والهنود واليابانيين والفيتناميين والكوريين وغيرهم رفضوا تبني الحرف اللاتيني وأصروا على حرفهم الذي كتب تراثهم باستثناء بلاد المسلمين هناك. بل تؤكد المفارقات أن تلك الأمم الآسيوية سبقت المسلمين في التمدن والتنمية رغم تمسكهم بلغتهم وحرفهم“. ولم يحدث قط أن اليابانيين أو الصينيين أو الكوريين أو اليهود قد اقترحوا تغيير حروف لغتهم للحاق بالركب العالمي.

إذا جاز لي أن أدعو أولى الأمر والنهي، فإنني أقول: إن كل محاولة لكتابة العربية بالحرف اللاتيني مرفوضة. وإن على المجامع اللغوية أن تتحمل مسؤولياتها، وأن تتصدى لمحاولات إقصائها أو تهميش دورها. وعلى كل أجهزة الإدارة أن تتيقظ لمحاولات فرض الإرادة الاستعمارية، وإملاء السياسات التربوية واللغوية على العرب، ولاسيما إجبار العرب على التعامل بالحرف اللاتيني. وإن من غير المعقول أن يقال إن ما يجري خارج حدودنا السياسية ليس من شأننا، لأن ما يمس الثقافة العربية أو يهدد لغتنا القومية يعد من صميم شؤوننا، سواء جرى ذلك في الداخل أو في الخارج.

الحذر الحذر من أية عروض لتمويل أبحاث أو برمجيات أو مؤتمرات لتقعيد الكتابة بالحرف اللاتيني. وإن أساتذة اللغة العربية وأساتذة المناهج يتحملون واجبا قوميا، يتمثل في مساعدة طلابهم على التفكير في الأخطار التي تنشأ عن كتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية.

وأسوة بكل البلاد المتقدمة، ينبغي أن تختفي من المدن العربية اللافتات التجارية القبيحة المكتوبة بلغات أجنبية، وتلك المكتوبة بالحرف اللاتيني. وفي حالة الشركات متعددة الجنسيات فلتكتب لافتاتها باللغتين العربية والأجنبية، بشرط أن يكون حجم الحروف العربية ضعف حجم الحروف الأجنبية. ولنا في فرنسا صاحبة ذلك الصنيع أسوة.

ومن الضروري أن تشتمل دورات تعليم الحاسب الآلي على استخدام لوحة المفاتيح العربية. فمن غير المعقول أن يتعلم الناشئ كل شيء عن الحاسب و لا يعرف كيف يستخدم لوحة المفاتيح العربية.

إنني أحذر - وأرجو ألا يذهب التحذير هباء من سياسة التدرج، التي ترضى بمزاحمة الحرف اللاتيني للحرف العربي جنبا إلى جنب. لأن هذه الخطوة تمهيد للهدف الأخير، وهو وأد الحرف العربي والقضاء عليه إلى الأبد.

وأحذر العقلاء من محاولات قص الوطن العربي من أطرافه، بفرض الحرف اللاتيني على لغات الأكراد والبربر وغيرهم من أبناء الأمة العربية الكبيرة. في تصويت مجلس الإدارة للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمغرب، والمكون من 32 عضوا، كان من نصيب الحرف القديم المسمى تيفيناغ 24 صوتا، في مقابل 8 أصوات للحرف اللاتيني. وعلى القارئ الفطن أن يدرك بنفسه كم كان نصيب الحرف العربي من الأصوات.

يا عقلاء العرب: لا توقعوا بأيديكم على وثيقة موتكم، ولا تكونوا شهود زور على موت العروبة. إذا كتبنا لغتنا بالحروف اللاتينية فإننا لن نصير أوربيين، كما أننا لن نبقى عربا. سنصبح كالغراب المطلي بالبياض. لقد تخلت تركيا عن الحرف العربي، وكتبت لغتها بالحروف اللاتينية منذ خمسة وسبعين عاما، وبرغم هذا فإن وزير خارجية فرنسا دومنيك دوفيلبان قال بالأمس القريب: ”إن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي يهدد هوية أوروبا وحدودها“.

الاحتلال في الماضي القريب كان يسمح للمستعمر برسم سياستنا التعليمية. واليوم فإن ما يسمى بالمعونات الاقتصادية واتفاقيات الشراكة يعطي للمستعمر الجديد نفس الفرصة. والكلام عن معونات غير مشروطة كلام تنقصه الأمانة والوطنية معا.

ليس من العدل أن يدفع العرب فاتورة العولمة خصما من رصيدهم الثقافي. وليس من الحكمة أن نستسلم نحن العرب لقرارات تمليها علينا حاملات الطائرات والقنابل العنقودية. وليس من الكياسة أن نتخاذل أمام التلويح الظالم بتهمة الإرهاب.

أخشى ما يخشاه المرء هو أن يصدق فينا قول العربي:

ويُقضَى الأمرُ حين تغيب تَيْم ولا يُستأمرون وهم شهود

الهدف على ما يبدو هو أن يظل العرب يتجادلون إلى الأبد، لكي يتفرغ عدوهم فقط للتنفيذ. ترى هل نظل نتجادل حتى تصبح دار الكتب تابعة للمجلس الأعلى للآثار؟. مع كل طلوع شمس يؤكد الكبار أنهم لا يخضعون لأي ضغوط من أحد كائنا من كان. حسنا، فلينتظروا موت جحا أو الحمار أو الملك.

ستعلم حين ينجلي الغبار أفرسٌ تحتك أم حمار.



إحلال العا مية في محل العربية الفصحى


الدعوة إلى إحلال العامية في محل العربية الفصحى من أدب الناطقين بالضاد وثقافتهم ليست من مخترعات هذا الجيل، بل هي فكرة استعمارية، فكرت فيها عقول إنجليزية، قبل عشرات السنين، وعرضت على هذه الأمة المصرية عرضاً جذاباً ظاهرة البراءة وحسن النية والشفقة على ارتقاء المصريين وتقدمهم، ولكن المصريين كانوا أحصف وأعظم ألمعية من أن تهزأ بهم العقول البريطانية هذا الاستهزاء فقابلوا ذلك بما يستحقه.

وحكاية ذلك أن الإنجليز يوم كان احتلالهم في مصر بالغاً أوج قمته من الثبات والتمكن، كان للمصريين مجلة علمية اسمها (الأزهر) يصدرها عالمان كبيران من علمائهم وهما إبراهيم بك مصطفى والدكتور حسن بك رفقي، وبعد أن استمرا فيها خمس سنوات إلى نهاية سنة 1892 نيطت بهما أعمال أوسع من أعمالهما الأولى، ومنها إسناد نظارة مدرسة دار العلوم العليا إلى إبراهيم بك مصطفى بعد أن كان مدرساً للكيمياء في إحدى المدارس العليا، فتخليا عن مجلة (الأزهر) من نهاية سنتها السادسة (يناير 1893) إلى المهندس الإنجليزي الشهير (وليم ويلكوكس) والأستاذ أحمد الأزهري، وكانت فاتحة أعمال ويلكوكس عند انتقال مجلة (الأزهر) إليه أن ألقى محاضرة في نادي الأزبكية (أنجلو إجبشيان كلوب) موضوعها «لِمَ لمْ تُوجد قوة الاختراع لدى المصريين الآن؟ »..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://gemyth3geek.egyptfree.net
 
المشكلات التى تواجه اللغة العربية الفصحى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» طرق لحل المشكلات التى تواجه اللغة العربية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ياقلبــــــــــــــــــــــــى لا تحـــــــــــزن :: الفئة الأولى :: مواضيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع عامة-
انتقل الى: